معانات النبي صلى الله عليه و سلم في رحلة الطائف
غريب انت بين اهلك يارسول الله صلى الله عليه واله وسلم
بعد عام الحزن وموت ام المؤمنين خديجة وعمه ابو طالب
ذهب الى الطائف عله يجد سبيلا لهداية الناس الى الحق الذي وقر في قلبه الشريف واني لأتخيله في تلك اللحظات حين اصبح غريبا وهو بين اهله وناسه فكيف به وهو ابن عبدالله بن عبدالمطلب من سادات قريش والصادق الامين اتخيله وهو يُتهم بالكذب والسحر والجنون حاشاه بنفسي و بامي وبابي يارسول الله
كيف تحملت وعانيت ماعانيت كل الُتهم تلك ؟
خرج الحبيب الى ارض الطائف داعيا الى الله فماذا لقي نبي الرحمة .. قابل سادات الطائف فعرض عليهم الاسلام وقابلوه بسخط ورد قاس فانصرف الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ولم يكتفوا بهذا الرفض انما سلطوا عليه صبيانهم وسفهائهم ومجانينهم ليؤذوا رسول الله
عندما اتخيل هذا الموقف وانا اشاهد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يُضرب كيف تحمل كل تلك المواقف الصعبة على الداعية الى الله ان يكون صابرا محتملا
والدم يقطر من جسمه الشريف ُترى بما كان يفكر وهو يُؤذى ولماذا يتحمل كل هذا ألستٌ عزيزا عند ربي ألم يصطفيني من بين كل البشر لأكون خاتم النبيين ألستُ انا النبي الاميي ألستُ ألستٌ ألستٌ..؟؟
لماذا كل هذا العذاب ولماذا أتحملهُ ؟؟ كلُ هذه التساؤلات ربما تخطر على بال أي بشر عادي لكن رب العباد إصطفاهٌ وأختارهٌ من بين كل البشر لا لسبب فهو مسبب الاسباب
لكنه عزوجل وتعالى شأنه يختبره يوما بعد يوم وسبق في علمه صبر النبي الاميي الذي أرسله رحمة للعالمين
ترى هل نتحملٌ كل هذا العذاب .. ؟؟
دورس ودروس لمن اراد ان يسير في سبيل الدعوة الى الله
هذا سيد الخلق رحمة للعالمين يتعرض لكل هذه المعاناة انها ليست بالشيء اليسير انها معاناة كل يوم يتعرض للاذى للعذاب و للكلام البذيء لاتهامات بالجنون بالسحر بكل الاوصاف وهو قبل هذا كان عندهم الصادق الامين ونال هذه المرتبة باستحقاق عال
ترى ماذا فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم هل رفع صوته هل سبّ وشتم من آذوه وضربوه ولو فعل هذا هل كان هذا عيبا لم يفعل شيئا لم يقل شيئا وهو صابر متحمل كل الاذى واذ به يدخل الى بستان من البساتين وصرف اهل البستان السفهاء والصبية عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم
وأصاب النبي صلى الله عليه وسلم من الهم والحزن والتعب ما جعله يسقط على وجهه الشريف ، ولم يفق إلا و جبريل قائم عنده، يخبره بأن الله بعث ملك الجبال برسالة يقول فيها: إن شئت يا محمد أن أطبق عليهم الأخشبين، فأتى الجواب منه عليه السلام بالعفو عنهم قائلاً: ( أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا ) رواه البخاري
انه بحق نبي الرحمة وانه رحمة للعالمين
هنا اتت ساعة الحق حين تتعرض لكل هذا ايها الانسان ماذا تفعل عندما تكون بينك وبين نفسك ستلعن الساعة التي قررت ان تقوم بهذا الامر
ونحن الان بانتظار ما سيقوله حبيبنا وشفيعنا وقائدنا وسيدنا وقدوتنا صلوات ربي وسلامه عليه
ماذا قال اتجه الى الله بهذا الدعاء فلنتأمل الدعاء كلمة كلمة وتخيل ان نبيك الكريم هو الذي يقرأه عليك
اللهم إليك أشكو ضعف قوتي ، وقلة حيلتي ، وهواني على الناس ، يا أرحم الراحمين ، أنت رب المستضعفين ، وأنت ربى ، إلى من تكلني ، إلى بعيد يتجهمني ؟ أو إلى عدو ملكته أمري ، إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي ، غير أن عافيتك هي أوسع لي ، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات ، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة ، أن يحل علي غضبك ، أو أن ينزل بي سخطك ، لك العتبى حتى ترضى ، ولا حول ولا قوة إلا بك .
ماأعظمك يارسول الله صلوات ربي وسلامه عليك لايهمك ماتعانيه وتقاسيه همك الوحيد ان لايكون الله غاضبا عليك
ايها الدعاة هل تدركون العبرة من هذا الدعاء ليكن هذا الدعاء شعارنا ان يكون عملنا لله عزوجل وحده لا شريك له مخلصين له الدين مخلصين له نوايانا في اعمالنا
هنا درس اخر بعد الصبر هو اليقين المطلق بالله سبحانه وتعالى وان كل مايصيبنا هو خير لنا حتى مانظنه شرا بنظرنا فهو خير ارتضاه لنا الله وماكان الله بظلام للعبيد نحن عباد الرحمن مؤمنين به قانعين بما قسمه لنا الله فلا نتعب ولانمل ونصطبر على مانقاسيه ان كان حبيب الرحمن صلى الله عليه واله وسلم عانى وقاسى ماقاسى افنحن خير منه ؟؟ حاشاه بنفسي وامي وابي يارسول الله صلوات ربي عليك
ثم يأتي عداس فتى نصراني يحمل له العنب
فدار هذا الحوار كل هذا الاذى ومازال يحاور ويهدي الناس
فمد يده الشريفة وقال بسم الله وبداء في دعوته للاسلام
ثم أكل، فقال عداس إن هذا الكلام ما يقوله أهل هذه البلدة، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (من أي البلاد أنت؟) قال أنا نصراني من نينوى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أمن قرية الرجل الصالح يونس بن متى ؟) قال عداس: وما يدريك مايونس؟ قال عليه الصلاة والسلام: ( ذلك أخي كان نبياً وأنا نبي ) ، فأكب عداس على يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقدميه يقبلهما
.
من بعد كل هذا كلنا نحن المسلمين دعاة او متبعين علينا ان نسير بخطاه وعلى طريقه ان يكون الصبر على مانواجه في سبيل الدعوة هو اهم شيء وعلينا ان نتحلى بالاخلاق فلم يشتب او يسب او يلعن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم اي من اهل الطائف والعفو عنهم عندما اتاه جبريل عليه السلام
ودعائه الشريف الذي يجب ان يكون ورقة عمل للجميع ثم تحاوره مع غلام نصراني ورحمته وتواضعه
ادعو الى سبيل الله كل الناس الكبار والصغار والاغنياء والفقراء فهي دعوة للجميع لدخول الاسلام يجب ان تحدث نفسك بامر الدعوة وان كان مع المقربين منك
كل هذه الدروس والعبر وهنالك اكثر واكثر فهل نتبع ما اتى به الرسول الكريم صلى الله عليه واله وسلم ؟
هذا الموقف الذي نعلمه اغلبنا أثر فيّ الكثير وتعلمت منه دروس اكثر واكثر
ليس كوني من اهل نينوى فحسب وينتابني الفخر بان يكون عداسّا من نينوى بل لما حواه هذا الموقف من دروس لايمكن ان نتناولها في مقالة صغيرة
اشتقنا اليك يارسول الله فمتى اللقاء
افنكون احبابك ؟؟؟